الجزء الرابع
بعد إلحاح شديد على والديها.. ذهبت شجون لبيتها
وقفت أمام الباب ..
وبيدين مرتجفتين تمسك بمفتاحها .. أغمضت عينيها..
تتخيل لو أنها دخلت ووجدت خالد بانتظارها ..
وأن خبر موته مجرد حلم ..
هزت رأسها .. بـ لا .. لتطرد هذه الأفكار ..
يجب أن تؤمن بأن خالد ذهب ..
ذهب ولن يعود مرة أخرى ..
فتحت الباب , واستدارت لترى أخاها إن كان قد ذهب أو لا ..
رأته مستندا على سيارته ينظر إليها باهتمام ..
جاء نحوها وامسك بيدها وقال:
شجون حاولي قدر المستطاع أن تتماسكي .. لا تفعلي شيئا يضر بك ..
ولا تدعي للشيطان عليك سبيلا ..
أرجوك شجون اعتني بنفسك ..
ابتسم وأوصاها بأن تفعل ما أمرها به .. و أن تتصل به حال
انتهاءها من تنظيف المنزل حتى يحضر لها العنود ..
دخلت المنزل وأغلقت الباب .. أضاءت الأنوار وعلقت عباءتها بجانب الباب .. تلفتت يمينا وشمالا ..
كل شيء كما تركته تلك الليلة التي فقدت فيها زوجها خالد ..
آآآآآآآآه .. يا خالد ليتك معي الآن .. اشتقت لك كثيرا ..
بدأت رحلة الذكريات منذ دخولها المطبخ ..
على هذا الكرسي كان يجلس ويدلي بطلباته التي لا تكاد تنتهي .. شجون أريد عصيراً طازجاً .. احذري .. لابد أن يكون بارداً..
ولا تكثري من السكر حتى لايفقد طعمه ...
عزيزتي شجون ,أنا جائع هل بإمكانك إعداد شيء سريع ومفيد؟ ..
تعلمين أنني لا أحب الأكل عديم الفائدة ..
انتبهي شجون ,القدر سيحترق كم مرة قلت لك بأن تهدئي النار
عندما تكوني مشغولة بشيء آخر..
ابتسمت شجون وتذكرت كيف كانت تغضب عليه وتطرده شر طرده ..
فيعود ويعتذر ولا تلبث أن تطرده مرة أخرى وهي تضحك..
توجهت إلى الصالة الرئيسية
هنا مكانه المفضل أمام التلفاز بالضبط ..
الذي يراه في هذا المكان يقول بأنه شخصية مهمة
تتابع آخر الأخبار والتطورات .. ولا يدري بأنه ينام بمجرد أن يجلس
ويغط في نوم عميق كأنه لم ينم طيلة حياته ..
أوووووه .. هذه نظارته الطبية .. امسكتها برقة وأغمضت عينيها
وابتسمت عندما تذكرته حينما كان يضيعها ويبحث عنها كيف كان
يقلب المنزل رأساً على عقب .. ولا يترك شيئا في مكانه..
وفي الأخير يكتشف أنها على رأسه ويضحك على نفسه بعد
أن كان محرجاً من الغضب, ثم يأتي ليعتذر .. وكانت ترده بحجة أنه
جرح مشاعرها واتهمها بالإهمال..
تنهدت شجون وهي تنظر إلى المكتب .. حجرة الأسرار بالنسبة لخالد ..
مازلتِ في بداية المشوار يا شجون ..
استحملي ما سترينه وما ستتذكرينه ..
تقدمت بخطوات ثقيلة إلى مكتبه ..
ألقت نظرة استطلاعية سريعة ..
التفتت إلى اليسار حيث يكمن دولاب كبير مليء بالدروع والشهادات والأوسمة التي حصل عليها من المؤتمرات التي كان يحضرها .. والأبحاث والتقارير التي كان يكتبها..
كان كلما دخل إلى المكتب يتجه إلى هذا الدولاب وينظر إليه بغرور ويحادثه:
يبدو أنني سأتزوج دولابا آخر .. لأنك يا عزيزي كبرت في السن ..
ولابد من إحضار آخر أكبر وأجمل ليكفي الكم الهائل من الشهادات..
أنزلت شجون رأسها وقد خنقتها العبرة: ..
ذهبت يا خالد ولم تتزوج الدولاب الذي أردته ..
التفتت إلى الجانب الآخر حيث كانت صورته
معلقة وآخذه نصف المساحة .. اقتربت منها وهي تبتسم بحزن..
وحيتها تحية عسكرية كما كان يفعل خالد حينما يدخل المكتب
ومن ثم يضحك ..
جلست على كرسي المكتب
وأسندت رأسها عليه .. وأسبلت الدموع ..
وجعلتها تنساب بكل حرية .. علها تخفف من حزنها..
شد انتباهها الدرج الذي كان يمنعها من فتحه ..
بحثت عن المفتاح إلى أن وجدته ..
فتحت الدرج وجدت دفاتر وأوراق ملونة
عرفت أن هذه الدفاتر هي التي كان يكتب فيها ذكرياته ومواقفه ..
ارتسمت الحيرة في عينيها هل تفتحها أم لا؟
لم تحتر بل فتحت أحدها وأخذت تقلب الصفحات .. كل
الصفحات مكتوبة باللون الأزرق ماعدا صفحة واحدة .. كتبها باللون
الأحمر.. يا ترى لماذا هذا اللون .. خالد لا يحب هذا اللون بالذات..
تشجعت وقرأت ما كتب دون ترد
"ما أحلى الذكريات وأروعها.!!
حين تكون لأشخاص يستحيل أن يغيبوا عن البال
كروعة النجم الوضاء في
سماء الليل الدامس الظلام..
قلوبهم كصفاء الثلج وبياضه حين يتساقط على قمم الجبال ..
وأخلاقهم تسمو وتسمو حتى تصل صفحة السماء ..
أحاديثهم كبسلم يشفي الجريح ..
ويغدق عليه من الطيب ألوانا ..
نادرين مثل اللؤلؤ في داخل المحارة
لاتجدهم دائماً..
وإن وجدوا فإنهم غاليي الثمن.. أغلى من الذهب الصافي
نذكرهم فنأنس بذكرهم ونبتسم في داخلنا
حين تمر طيوفهم في خيالاتنا..
ونشتاق لإطلالتهم في كل موسم فرح
ونحتاجهم في حين تغمرنا سحابة حزن..
نفديهم بكل مانملك, ولو طلبوا أعيننا
لانمانع في ذلك
قد غابوا.. ولكنهم موجودون في سويداء القلب..
(رسالة وفاء إلى هيام)
أغلقت شجون الدفتر وهي مصدومة ..
وضعت رأسها على المكتب
وهي تجهش بالبكاء بصورة هستيرية ..
استمرت على هذا الحال لفترة ..
قامت .. وبخطى متثاقلة .. خرجت من المكتب متجهة إلى غرفة النوم .. توقفت في منتصف الصالة ..
تذكرته عندما كان يلاعب العنود على الأرض
ويبعثرون الألعاب .. وعليها بالتالي تجميعها
وإعادتها إلى مكانها .. ومن ثم تنظيف الصالة ..
مسحت دموعها بظهر كفها .. وأكملت طريقها .. ودخلت غرفة النوم ..
فتحت دولاب خالد .. وانتشرت رائحة عطره ..
أخذت أحد ثيابه وضمته وهي تتنهد .. ليتك معي يا خالد ..
أين أنت يا خالد .. احتاج إليك عد أرجوك ..
انتبهت لألبوم الصور الموضوع على الرف ..
جلست على كرسي التسريحة وهي تتأمل الصور الموضوعة بداخله ..
أخذت صورة لهيام .. نظرت إليها بحزن
وبصوت متهدج بالبكاء ,الذي أصبح جزء لايتجزء من حياتها:
سامحيني يا هيام وعدتك بأن أحافظ على خالد
وأن لا أدعه يذهب .. أو أن يصيبه مكروه ..
لكن؟! .. لم أوف بوعدي لك .. أخلفت وعدي .. وأقر بذلك
(فقدت أعصابها وبدأت بالصياح)
لكن! .. ليس بيدي .. ليس بيدي ..
ها أنا أتألم لموته كما تألم هو لموتك ..
أنتِ أيضا خنتِه وخذلتِه وذهبتِ عنه وتركتيه في وحدته يعاني ..
لم فعلتِ به ذلك .. هل لأنه أخلص في حبه لك؟!
ذهبتِ عنه وتركته يعاني؟! .. أم لأنك تشكين في حبه لك؟!..
هاهو يثبت لك وقد جاء إليك .. لحق بكِ وتركني .. تركني وحيدة ..
(بدأت بالصياح بشكل أكبر وأخذت تهتز وترتجف كشخص واقف
في وجه إعصار عاتي)
لماذا يا هيام .. لماذا؟!..
أنتِ السبب في موت خالد ..
نعم أنتِ السبب .. ولن أسامحك ..
أنا أكرهك .. هل سمعتي ..
أكرهههههههك ..
تعتقدين أنه لك وحدك لااااااااااااا .. خالد لي أنا أيضا..
لي أنااااااااا..
(سقطت شجون على الأرض من شدة البكاء ولم تستطع
الوقوف على قدميها)
آآآآآآآآه .. كيف سأتحمل أكثر من هذا؟؟
كيف سأعيش؟! .. من لي يواسيني؟!
من لي؟! .. لا أحد .. لم يبق لي أحد..
أعادت النظر إلى الصورة مرة أخرى بعد أن هدأت..
اعتذر منك هيام ..
ليس قصدي بأن أجرحك ..
ولكن؟! .. (وقد خنقتها الدموع)
ليتكِ تشعرين بالذي أشعر به ..
ليتكِ تحسين بمقدار الألم الذي أحس به .. كنتِ عذرتني لما أفعله..
جلست برهة وهي تتأمل الصورة ..
خالد أوصاني بأن لا أحمل في قلبي عليك ...
لكن؟! ..
أنا؟! ..
من لي؟! ..
سوى الذكريات..
تحاملت على نفسها ووقفت .. أعادت الصورة إلى مكانها وأغلقت الدولاب .. واستندت عليه بتعب..
جلست بتثاقل على السرير وهي تضم دفتر مذكراتها الذي كان
بجانبها كما تركته تلك الليلة والوردة بداخله
استلقت على سريرها ناشدة الراحة عل وعسى أن تهدأ نفسها مما مر بها في هذا اليوم المرير المليء بالكثير من ذكريات خالد..
ضمت دفترها وغطت نفسها ..
وغطت في نوم عمييييييييييق.. ودمعتها معلقة في عينها..
بعد إلحاح شديد على والديها.. ذهبت شجون لبيتها
وقفت أمام الباب ..
وبيدين مرتجفتين تمسك بمفتاحها .. أغمضت عينيها..
تتخيل لو أنها دخلت ووجدت خالد بانتظارها ..
وأن خبر موته مجرد حلم ..
هزت رأسها .. بـ لا .. لتطرد هذه الأفكار ..
يجب أن تؤمن بأن خالد ذهب ..
ذهب ولن يعود مرة أخرى ..
فتحت الباب , واستدارت لترى أخاها إن كان قد ذهب أو لا ..
رأته مستندا على سيارته ينظر إليها باهتمام ..
جاء نحوها وامسك بيدها وقال:
شجون حاولي قدر المستطاع أن تتماسكي .. لا تفعلي شيئا يضر بك ..
ولا تدعي للشيطان عليك سبيلا ..
أرجوك شجون اعتني بنفسك ..
ابتسم وأوصاها بأن تفعل ما أمرها به .. و أن تتصل به حال
انتهاءها من تنظيف المنزل حتى يحضر لها العنود ..
دخلت المنزل وأغلقت الباب .. أضاءت الأنوار وعلقت عباءتها بجانب الباب .. تلفتت يمينا وشمالا ..
كل شيء كما تركته تلك الليلة التي فقدت فيها زوجها خالد ..
آآآآآآآآه .. يا خالد ليتك معي الآن .. اشتقت لك كثيرا ..
بدأت رحلة الذكريات منذ دخولها المطبخ ..
على هذا الكرسي كان يجلس ويدلي بطلباته التي لا تكاد تنتهي .. شجون أريد عصيراً طازجاً .. احذري .. لابد أن يكون بارداً..
ولا تكثري من السكر حتى لايفقد طعمه ...
عزيزتي شجون ,أنا جائع هل بإمكانك إعداد شيء سريع ومفيد؟ ..
تعلمين أنني لا أحب الأكل عديم الفائدة ..
انتبهي شجون ,القدر سيحترق كم مرة قلت لك بأن تهدئي النار
عندما تكوني مشغولة بشيء آخر..
ابتسمت شجون وتذكرت كيف كانت تغضب عليه وتطرده شر طرده ..
فيعود ويعتذر ولا تلبث أن تطرده مرة أخرى وهي تضحك..
توجهت إلى الصالة الرئيسية
هنا مكانه المفضل أمام التلفاز بالضبط ..
الذي يراه في هذا المكان يقول بأنه شخصية مهمة
تتابع آخر الأخبار والتطورات .. ولا يدري بأنه ينام بمجرد أن يجلس
ويغط في نوم عميق كأنه لم ينم طيلة حياته ..
أوووووه .. هذه نظارته الطبية .. امسكتها برقة وأغمضت عينيها
وابتسمت عندما تذكرته حينما كان يضيعها ويبحث عنها كيف كان
يقلب المنزل رأساً على عقب .. ولا يترك شيئا في مكانه..
وفي الأخير يكتشف أنها على رأسه ويضحك على نفسه بعد
أن كان محرجاً من الغضب, ثم يأتي ليعتذر .. وكانت ترده بحجة أنه
جرح مشاعرها واتهمها بالإهمال..
تنهدت شجون وهي تنظر إلى المكتب .. حجرة الأسرار بالنسبة لخالد ..
مازلتِ في بداية المشوار يا شجون ..
استحملي ما سترينه وما ستتذكرينه ..
تقدمت بخطوات ثقيلة إلى مكتبه ..
ألقت نظرة استطلاعية سريعة ..
التفتت إلى اليسار حيث يكمن دولاب كبير مليء بالدروع والشهادات والأوسمة التي حصل عليها من المؤتمرات التي كان يحضرها .. والأبحاث والتقارير التي كان يكتبها..
كان كلما دخل إلى المكتب يتجه إلى هذا الدولاب وينظر إليه بغرور ويحادثه:
يبدو أنني سأتزوج دولابا آخر .. لأنك يا عزيزي كبرت في السن ..
ولابد من إحضار آخر أكبر وأجمل ليكفي الكم الهائل من الشهادات..
أنزلت شجون رأسها وقد خنقتها العبرة: ..
ذهبت يا خالد ولم تتزوج الدولاب الذي أردته ..
التفتت إلى الجانب الآخر حيث كانت صورته
معلقة وآخذه نصف المساحة .. اقتربت منها وهي تبتسم بحزن..
وحيتها تحية عسكرية كما كان يفعل خالد حينما يدخل المكتب
ومن ثم يضحك ..
جلست على كرسي المكتب
وأسندت رأسها عليه .. وأسبلت الدموع ..
وجعلتها تنساب بكل حرية .. علها تخفف من حزنها..
شد انتباهها الدرج الذي كان يمنعها من فتحه ..
بحثت عن المفتاح إلى أن وجدته ..
فتحت الدرج وجدت دفاتر وأوراق ملونة
عرفت أن هذه الدفاتر هي التي كان يكتب فيها ذكرياته ومواقفه ..
ارتسمت الحيرة في عينيها هل تفتحها أم لا؟
لم تحتر بل فتحت أحدها وأخذت تقلب الصفحات .. كل
الصفحات مكتوبة باللون الأزرق ماعدا صفحة واحدة .. كتبها باللون
الأحمر.. يا ترى لماذا هذا اللون .. خالد لا يحب هذا اللون بالذات..
تشجعت وقرأت ما كتب دون ترد
"ما أحلى الذكريات وأروعها.!!
حين تكون لأشخاص يستحيل أن يغيبوا عن البال
كروعة النجم الوضاء في
سماء الليل الدامس الظلام..
قلوبهم كصفاء الثلج وبياضه حين يتساقط على قمم الجبال ..
وأخلاقهم تسمو وتسمو حتى تصل صفحة السماء ..
أحاديثهم كبسلم يشفي الجريح ..
ويغدق عليه من الطيب ألوانا ..
نادرين مثل اللؤلؤ في داخل المحارة
لاتجدهم دائماً..
وإن وجدوا فإنهم غاليي الثمن.. أغلى من الذهب الصافي
نذكرهم فنأنس بذكرهم ونبتسم في داخلنا
حين تمر طيوفهم في خيالاتنا..
ونشتاق لإطلالتهم في كل موسم فرح
ونحتاجهم في حين تغمرنا سحابة حزن..
نفديهم بكل مانملك, ولو طلبوا أعيننا
لانمانع في ذلك
قد غابوا.. ولكنهم موجودون في سويداء القلب..
(رسالة وفاء إلى هيام)
أغلقت شجون الدفتر وهي مصدومة ..
وضعت رأسها على المكتب
وهي تجهش بالبكاء بصورة هستيرية ..
استمرت على هذا الحال لفترة ..
قامت .. وبخطى متثاقلة .. خرجت من المكتب متجهة إلى غرفة النوم .. توقفت في منتصف الصالة ..
تذكرته عندما كان يلاعب العنود على الأرض
ويبعثرون الألعاب .. وعليها بالتالي تجميعها
وإعادتها إلى مكانها .. ومن ثم تنظيف الصالة ..
مسحت دموعها بظهر كفها .. وأكملت طريقها .. ودخلت غرفة النوم ..
فتحت دولاب خالد .. وانتشرت رائحة عطره ..
أخذت أحد ثيابه وضمته وهي تتنهد .. ليتك معي يا خالد ..
أين أنت يا خالد .. احتاج إليك عد أرجوك ..
انتبهت لألبوم الصور الموضوع على الرف ..
جلست على كرسي التسريحة وهي تتأمل الصور الموضوعة بداخله ..
أخذت صورة لهيام .. نظرت إليها بحزن
وبصوت متهدج بالبكاء ,الذي أصبح جزء لايتجزء من حياتها:
سامحيني يا هيام وعدتك بأن أحافظ على خالد
وأن لا أدعه يذهب .. أو أن يصيبه مكروه ..
لكن؟! .. لم أوف بوعدي لك .. أخلفت وعدي .. وأقر بذلك
(فقدت أعصابها وبدأت بالصياح)
لكن! .. ليس بيدي .. ليس بيدي ..
ها أنا أتألم لموته كما تألم هو لموتك ..
أنتِ أيضا خنتِه وخذلتِه وذهبتِ عنه وتركتيه في وحدته يعاني ..
لم فعلتِ به ذلك .. هل لأنه أخلص في حبه لك؟!
ذهبتِ عنه وتركته يعاني؟! .. أم لأنك تشكين في حبه لك؟!..
هاهو يثبت لك وقد جاء إليك .. لحق بكِ وتركني .. تركني وحيدة ..
(بدأت بالصياح بشكل أكبر وأخذت تهتز وترتجف كشخص واقف
في وجه إعصار عاتي)
لماذا يا هيام .. لماذا؟!..
أنتِ السبب في موت خالد ..
نعم أنتِ السبب .. ولن أسامحك ..
أنا أكرهك .. هل سمعتي ..
أكرهههههههك ..
تعتقدين أنه لك وحدك لااااااااااااا .. خالد لي أنا أيضا..
لي أنااااااااا..
(سقطت شجون على الأرض من شدة البكاء ولم تستطع
الوقوف على قدميها)
آآآآآآآآه .. كيف سأتحمل أكثر من هذا؟؟
كيف سأعيش؟! .. من لي يواسيني؟!
من لي؟! .. لا أحد .. لم يبق لي أحد..
أعادت النظر إلى الصورة مرة أخرى بعد أن هدأت..
اعتذر منك هيام ..
ليس قصدي بأن أجرحك ..
ولكن؟! .. (وقد خنقتها الدموع)
ليتكِ تشعرين بالذي أشعر به ..
ليتكِ تحسين بمقدار الألم الذي أحس به .. كنتِ عذرتني لما أفعله..
جلست برهة وهي تتأمل الصورة ..
خالد أوصاني بأن لا أحمل في قلبي عليك ...
لكن؟! ..
أنا؟! ..
من لي؟! ..
سوى الذكريات..
تحاملت على نفسها ووقفت .. أعادت الصورة إلى مكانها وأغلقت الدولاب .. واستندت عليه بتعب..
جلست بتثاقل على السرير وهي تضم دفتر مذكراتها الذي كان
بجانبها كما تركته تلك الليلة والوردة بداخله
استلقت على سريرها ناشدة الراحة عل وعسى أن تهدأ نفسها مما مر بها في هذا اليوم المرير المليء بالكثير من ذكريات خالد..
ضمت دفترها وغطت نفسها ..
وغطت في نوم عمييييييييييق.. ودمعتها معلقة في عينها..